حول المهدية

زيارة المدينة العتيقة تبدأ بعبور رواق مغطى « السقيفة الكحلة» ببرجه المهيب. كان في السابق  مدخلا لحصن لا يعبره سوى حاشية الخليفة الفاطمي. اليوم هو سوق  تباع  فيه ملابس الاعراس المطرزة  والمذهبة . ثم تنطلق الجولة بين أنهج المدينة و أبواب منازلها الخضراء الجميلة التي يؤطرها  الحجر المنحوت. استرح قليلا  في ظل شجرة  بساحة  القاهرة.ثم إتجه نحو المقبرة  البحرية حيث القبور  البيضاء البسيطة المنحدرة نحو البحر أين تربض بضعة زوارق في ميناء حفر في الصخرقديما. بالخروج من المدينة العتيقة، وجب التجول في ميناء الصيد، الذي يعد من أكبر المواني في تونس.

للسمك مكانة كبيرة في فن الطبخ بالمهدية ، سواء  مع الكسكسي، أو مطهوا بالفرن مع التوابل وشرائح الليمون. لتناول وجبة خفيفة، اختر سلطة الأخطبوط الطازج، مع الليمون وزيت الزيتون، أو شكشوكة من الفلفل والطماطم والبطاطا مع بيضة. للتحلية، تذوق « بريك المهدية» مثلث من عجينة مورقة  محشوباللوز. وفقا للرغبة،   يمكن أن يكون الغداء بمواجهه الميناء، حيث بعض المطاعم الشهيرة، أو بتناول وجبة خفيفة في مقهى في المدينة.

في البداية كانت المهدية ميناء تجاريا قرطاجيا تسمى كاب(رأس) أفريقيا، ثم عرفت أوجها في القرن 10  مع بروز الخلفاء الفاطميين في تونس، وأولهم المهدي الذي جعل من المهدية عاصمة له. وبنى في شبه الجزيرة مدينة محصنة  مذهلة. وفي وقت لاحق، غزا الفاطميون مصر وبنوا هناك عاصمة جديدة  هي القاهرة لتصبح المهدية قاعدة للقراصنة، ثم ميناءا مسالما  حيث استقربه العديد من الصيادين اليونانيين  والصقليين. في عام 1907، أصبحت المهدية شهيرة بفضل عدد من علماء الآثار من جميع أنحاء العالم واكتشافهم  لحطام سفينة  قديمة  كانت محملة بالتماثيل والأشياء الثمينة.بالقرب من مهدية خلفت  العصور القديمة معلما إستثنائي  : مسرح الجم،  الذي يضاهي في حجمه نظيره الإيطالي كولوسيوم روما. وهو ما يعد دليلا على قيمة المنطقة عند الرومان لثراءها الفلاحي و زياتينها.