لم تلقب تونس "بالخضراء" من فراغ، فان ما فيها من طبيعة ساحرة في غابات الزان والفرنان والزيتون من الشمال الى الجنوب يحكي هذا الجمال ، ملايين اشجار الزيتون تمتد على مساحات شاسعة تزيدها روعة و جمالا على جمالها.
و لمحبي الطبيعة فرصة ليعيشوا المتعة و ليكتشفوا جزءا متميزا من ارض تونس، و هو مدينة صفاقس العريقة، هذه الجهة ليست مدينة وكفى، بل تاريخ ينبض بالحياة و التطوير، مدينة تعيش هذه الايام اجواء الاحتفال بشجرة الزيتون المباركة في "مهرجان الزيتونة" الذي سينتظم في دورة ثانية من 26 الى 30 جانفي الجاري تحت شعار "الزيتونة نور و جذور".
ان هذا المهرجان الى جانب ثراء برنامجه و الذي يجمع بين التثقيف و الترفيه و الترويج للسياحة البيئية والسياحة الاقتصادية، هو مناسبة ليعيش زائرو المدينة اجواء موسم جني الزيتون : نسمات الفجر و رائحة الارض و أهازيج النسوة تحت شجرة الزيتون مهللين و منشدين ، كلها مشاهد تحكي ثقافة من نوع خاص و قداسة شجرة الزيتون و قيمتها في جهة صفاقس. كما سيتعرف الزوار على المسلك السياحي "طريق الزيتونة" الذي سيسمح لهم باكتشاف غابة الزيتون الشاسعة و التعرف على الطرق المختلفة لغراستها و حمايتها مع ابراز الطرق العصرية و التقليدية في الجني و العصر و التعليب.
المدينة العتيقة بصفاقس تنتظر زوار المهرجان لاكتشاف طابعها المعماري والتمتع بجمال الاصالة و التاريخ في مبانيها فهي تحتفظ برؤية المسلمين للحياة، حيث يمثل المسجد قلب المدينة، وتحيط به أسواق لمختلف الحرف والصناعات حيث عبق التاريخ وبساطة الحياة وقلب التجارة الشعبية النابض، اما جزيرة قرقنة لمن لا يعرفها هي ذلك الارخبيل من الجزر الخلابة التي تحيطها شواطئ على غاية من الروعة ستستقبل ايضا ضيوف "مهرجان الزيتونة".
مدينة صفاقس تلبس حلة الاحتفالات لترسخ مشاهد منها في ذاكرة زائريها، كما تستعد لتقديم اصول الضيافة في احسن الاجواء و ارقاها، فمن زارها سيعود حتما و من لم يزرها فهذه فرصة ليكتشف سحرها.